قال تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)، هذه الآية تبيّن وصف الله لمن قامَ بواجب الدعوة إلى دين الله سُبحانهُ وتعالى بأنّ قولهُ من أفضل القول وأحسنه وخصوصاً حين يعقب هذا القول عملاً صالحاً يُصدّق القول ويكون عليه دليلاً، وإذا بحثنا في الأدلّة الشرعيّة التي تتحدّث عن الدعوة إلى الله سُبحانهُ وتعالى لرأيناها جميعاً تحضّ على الدعوة، وتجعل الخير في الأمّة التي تدعو إلى سبيل ربّها ودينهِ القويم، والدعوة إلى الله ينبغي أن يتمّ التأصيل لها شرعاً؛ بحيث تكون مُنضبطةً بقواعد ثابتة نستقيها من سيرة النبيّ المُصطفى عليه الصلاة والسلام، ومن دعوات الصحابة والتابعين والصالحين من سلف الأمّة عليهم رضوان الله تعالى.
الدعوة إلى اللهلا تقتصر الدعوة إلى الله على جمعيّة معيّنة أو جهة ذات اختصاص بالدعوة، بل الدعوة إلى الله هيَ مسؤولية جماعيّة، تشمل كلّ من قال لا إله إلا الله، وتكون الدعوة بكلّ الأساليب والطرق الشرعيّة من إيصال رسالة الإسلام للعالمين، وهي ليست فقط بالكلمة وإنّما بالأفعال الصادقة والمُعاملة الطيّبة؛ لأنَّ لسان الحال أبلغ من لسان المقال، فالطبيب المُسلم صاحب رسالة إسلاميّة إنسانيّة يدعو إلى الله من خلال حُسن إتقانه لعلاج مرضاه وتقديم النُصح والارشاد لهُم، فعلاج القلوب أعلى درجةً من علاج الأبدان، وكذلك المهندس المُسلم والعامل المُسلم كُلٌّ منهما على دعوةٍ بحسب عمله واختصاصه؛ فهيَ دعوةٌ إلى الله عامّة وجماعيّة وغير محدودة.
أهميّة الدعوة إلى اللهالمقالات المتعلقة بأهمية الدعوة إلى الله